لفتة لغوية بليغة في سورة الشرح
في قوله تعالىl((إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً))هناك قاعدة لغوية تقول(إذا تكررت النكرة تعددت معانيها،وإذا تكررت المعرفة دلّت على معنى واحد في الجملة الواحدة.وبناء على ذلك فإن (العسرين)في الاّية عسر واحد،وإن(اليسرين) يسران ،وهذه بشرى من الله تعالى بقرب الفرج
عند اشتداد الازمات، ويؤكد ذلك قول الرسول -عليه السلام-((لن يغلب عسرٌ يسرين)).ومثل هذا موجود في قوله تعالىl((الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)) .فإن الناس هنا معرفة تكررت (فالناسُ)الأولى هم المنافقون المدفوعون من اليهود،(والناس)الثانية هم المشركون وحلفائهم الذين كانوا يعدون لغزو المدينة المنورة،والربط هنا بين المعْنيين بليغ جدا حيث جعل الله تعالى المنافقين والمشركين في منزلة واحدة أي من جنس واحد تجمعهما الرغبة الشديدة في إيذاء المسلمين والنيل منهم،والتاّمر عليهم .فهلا اتعظ منافقو هذه الأمة وارعووا قبل ان تدور عليهم الدوائر أو يدركهم الموت بغتة وهم على نفاقهم ليكونوا في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالىlإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)).
ومثل ذلك قوله تعالى((ياأيها الذين اّمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى ان يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنّ خيراً منهن))فقوم الاولى والثانية جاءت نكرة وهما مختلفتان في المعنى (فالاولى هم المستهزئون)والثانية(المستَهزأ بهم)وهم ليسوا سواء في المنزلة بدليل قوله في شان قوم الثانية ((عسى ان يكونوا خيرا منهم)) .وما قيل في(قوم) يقال في نساء كذلك.وغير ذلك من الامثلة الكثيرة.فسبحان من علم الانسان ما لم يعلم وجعل له عينين ولسانا وشفتين وهداه النجدين.فهل من مدكر؟
قال تعالى((أفلا يتدبرون القراّن ام على قلوب أقفالها))
بقلم:داود العرامين/فلسطين\